ميلي عليّ أيا حُزونُ مَنونا
زفّي الدموعَ و شوقها المفتونا
في دمعتي ذكرى تنامُ سعيدةٌ
و تشقّ أشواقي الستائرَ حينا
فتروقُ لي أنسامهم و رحيقهم
عبقاً يغذّي بسمتي لتكونَ
و تزيدُ رقراقاً دموعُ صبابتي
كانت زماناً فرحةً تحدونا
أيامَ شنّفَ يومَنا عبقُ الرّضا
آيُ الكتابِ و منهلٌ يروينا
طهرُ المكانِ جلالةٌ و نقاوةٌ
و ملائكُ الرّحمنِ تجلسُ فينا
في ربوةٍ نرتاحُ بينَ ربوعها
تسقي العطاشَ و تسعدُ المحزونا
لمَ ينسَ قلبي سؤلكم و حديثكم
و الخير فيكمُ يدركُ التلقينا
فأراكمُ حينَ النصيحةِ بسمةً
فيكم تريقُ بيَ الأسى ليَبينا
أصواتكُم كالطّفلِ ينشدُ حالماً
كالغيثِ عِطراً سابغاً ميمونا
أصواتكمْ لا , لم تكفّ تبوحُ لي
أنْ قد زرعتُم في الفؤادِ عيونا
قد مرّتِ الأيامُ بينَ فصولها
ذكرى ستبقى لا تكفُّ حنينا
سأعيدُ ذكرَ – بناتيَ – اللاتي بهم
زهتِ الحياةُ و أينعت نسرينا
أودعتكم ربي و أسأل فضله
يوماً أراكُم لؤلؤاً مكنونا
و بأن أراكم في الجنانِ نعيدها
ذكرى التلاوةِ و التّقى , راضينا